الزوهري أو المزهار


يزخر الموروث المغربي بحكايا الجن وأساطيره بما فيه التعامل معه من أساليب تسخيره لعمل السحر أو حتى للبحث عن الكنوز المخبأة إلى درجة أن بعض كبار السحرة يزعم وجود مغارة في المغرب (مكانها الجغرافي مجهول لا يعرفه إلا القلة بحسب مزاعمهم) حيث يتعلم فيها طلبة السحر من الإنس من معارف الجن هي مغارة دانيال

في المغرب أيضاً نجد مكاناً تعالج فيه حالات المس الشيطاني كـ ضريح بويا عمر حيث تعقد محكمة الجن للنظر في حالات ضحايا المس لإلتماس المساعدة من جن آخرين ضد جن مسؤولين من حالات التلبس ، وتنتشر في المغرب كذلك أساطير تحكي عن جن وجنيات مثل عيشة قنديشة وشمهرموس أحد ملوك الجن الصالح الذي كان يعيش عند سفوح جبال الأطلس حيث يرجح الذين يتعاملون بالسحر أو إستحضار الجن بأنه مات إذ لم يعد للسحر الموكل به تأثير بحسب زعمهم.


في هذا المقال سنتناول إعتقاد آخر ينتشر في المغرب يدعى " الزوهري " ما زال إلى حد الآن حياً في أذهان البعض ، ويعرف " الزوهري " على أنه شخص من البشر يتمتع بعلامة جسدية فريدة ونادرة تميزه عن باقي البشر العاديين وهي وجود خط يقطع راحة يديه الأثنتين بشكل عرضي كما في الصورة التي أرسلها مشكوراً الأخ عبد المجيد من المغرب والتي صورها ليديه.


يمثل ذلك الخط المعترض لدى قارئي خطوط الكف Palm Reading خط القلب ، نلاحظ عند الشخص " الزوهري " أن الخطان خط الرأس وخط الحياة (يشكلان رقم 8 بنظام الأرقام الهندية ) يكونان متلاشيان على عكس معظم البشر ، تلك العلامة الفارقة تجعل من الشخص هدفاً لدى السحرة الباحثين عن الكنوز المخبأة في الأرض التي يحرسها الجن بحسب زعمهم، لماذا ؟ لأن الجن الذي يحرس تلك الكنوز لن يعترض طريق " الزوهري" مما يمكنه من إستخراج الكنوز بدون أن يلقى حتفه أو نفيه على أيدي الجن فهل يخشى الجن من " الزوهري " ؟


كتب الأخ عبد المجيد مؤخراً إلى موقع ما وراء الطبيعة وهو "زوهري" (بحسب الإعتقاد المذكور) يقول: " كنت سأتعرض شخصياً لعملية إختطاف حينما كنت بعمر 12 سنة بعدما طاردني أشخاص مجهولين كانوا يستقلون سيارة، كنت أركض بسرعة حتى بلغت مقهى كان فيه ناس فوقفوا في وجههم وثم أعادوني الى المنزل" .


- ويضيف عبد المجيد أن مجموعة مع الأحداث الغريبة التي تحصل معه أتت نتيجة كونه زوهرياً : " بالنسبة للحوادث الغريبة التي تحصل معي هي في أغلب الأوقات عندما أكون وحدي ، في فترات معينة أرى دخاناً ناصع البياض يحوم حولي ، نادراً ما أراه وان لم أكن أراه أشعر به فقط كبرد أو قشعريرة ولا أعلم ما هذا ...؟ ، أعيش حياة غير طبيعية وأرى أموراً لا أجد لها تفسير ، وعندما قمت بالبحث وسألت شيوخاً صدمت ببعض الاجابات إذ قال لي البعض انك ( زوهري ) وأتميز بخط مستقيم يقطع راحة يدي ويقولون بأنه حدث لي أمر عند ولادتي وكان الجن صاحب الفعلة ففي بعض الأحيان أكون جالساً وحدي أشعر بالقشعريرة في جسدي كأن شيئاً يحوم حولي ! " .

من أين أتت كلمة "زوهري" ؟
هل لكلمة " زوهري" صلة بكتاب " زوهر" الذي يعد من أهم كتب الإسرائيليات والتصوف اليهودي والذي تناول فلسفة " الكابالا " التي لا تخلو من رموز لها معان سحرية ؟ يعرف كتاب زوهر Zohar أيضاً بكتاب التنوير (الإشعاع).

المغرب : فكرة الجن المهيمنة
في المغرب ذلك البلد الجميل والعريق بتاريخه نجد أرضاً خصبة تزدهر فيها كافة الإعتقادات المتصلة بالجن والتعامل معه أكثر مما نجده في أي بلد عربي آخر إذ أنها ما زالت تتغلغل في النسيج الإجتماعي ، تدور مجمل تلك الإعتقادات حول فكرة مفادها أن للجن تأثيراً طاغياً على البشر وأمور حياتهم وكأنها تسير أقدارهم ، وربما ترجع جذور إزدهار ممارسة السحر في المغرب في الذات إلى الإحتكاك التاريخي مع اليهود الذين برعوا تاريخياً بفنون السحر وعلومه كـ الكابالا وغيرها والذين أجبروا قسرياً على مغادرة الأندلس مع المسلمين باتجاه أرض المغرب أو مواجهة الموت من قبل محاكم التفتيش المسيحية التي لاحقت كل من خالفها الإعتقاد الديني آنذاك وذلك في أواخر القرن 13 في الأندلس (إسبانيا حالياً) ، فعاش اليهود إلى جانب المسلمين في المغرب لقرون من الزمن يجمعهم مصير مشترك.

التصنيف :   التعليقات

0 commentaires:

إرسال تعليق